السبت، 14 يوليو 2012

رسالة إلى الوالي



 
بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) صدق الله العظيم.
          سيدي الرئيس / محمد مرسي. أهنئك بفوزك برئاسة أقدم دولة في تاريخ العالم وأعظم شعب علم الدنيا كلها معني الحضارة. وهذه الرسالة هي رسالة تهنئة من القلب من رجلاً عاش عمره كله ثورياً مناضلاً من أجل شعب مصر ومن أجل المحروسة التى هي الحب الأول والأخير، وأقسم بالله العظيم ربما أكون الوحيد في هذه الثورة الذي قام باستفزاز رجال الأمن المركزي من أجل قتلي لإشعال الثورة وربما أكون ضمن أول فوج توجه لقصر العروبة لأكون شهيداً ووقوداً لهذه الثورة في الوقت الذي خاف على أنفسهم ثوار الفضائيات والشو الإعلامي، ولقد كانت منشوراتي وشعاراتي هى وقود لهذه الثورة المباركة.
          كنت أحب عبد الناصر وشاركت في مظاهرات ضده من أجل الثأر من هزيمة يونيو وكنت أحب السادات وشاركت في انتفاضة 18 ، 19 يناير دفاعاً عن الفقراء والغلابة ولم أترك وقفة احتجاجية في عهد مبارك دون أن أشارك فيها.
          ولذا عليك أن تستمع إلي بآذان صاغية وتستمع لقوله عز وجل (  إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ )، أن آفة مجتمعنا أربعة النفاق والكذب والتكفير والتخوين وسوف أقاتل حتى آخر نقطة دم في عروقي لوضع تجريم هذه الآفات في دستورنا. وأريد أن تعلم أنني  أعطيت صوتي للدكتور الفريق أحمد شفيق في المرحلة الأولي والثانية مثلي مثل غالبية مثقفي الثورة أجبرته حساباته على هذا الاختيار. وكنت أرفضك رفضاً تاماً لارتباطك بجماعة قرأت عن تاريخها الأسود أكثر من أربعين كتاباً بالرغم أن والدي كان من الأخوان ومن الرعيل الأول ومات وهو كاره هذه الجماعة وأمي أدام الله بقائها لم تكره أي مخلوق في حياتها سوي الإخوان، ولذلك أبعث لك برسالة مفادها الآتي:
1.   الانفصال التام عن جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة وهو الجناح السياسي للجماعة وتصبح رئيساً لمصر وليس ممثلاً لمرشد الإخوان وإنشاء وحدة وطنية من كل أطياف الشعب دون إقصاء أي فصيل.
2.   مصالحة شاملة مع كل طوائف وأعراق هذا الشعب والتحذير من اضطهاد أي فصيل أو عزل فصيل يختلف مع توجهاتك السياسية والأيديولوجية واعتبار الأزهر هو المرجعية الإسلامية لشعب مصر المسلم والكنيسة هي المرجعية الدينية للأخوة المسيحيون.
3.      إنشاء هيئة عليا لتطهير البلاد من الفساد أعضائها من النيابة العامة والنيابة الإدارية والقضاء والخبراء من كل فروع أدوات الإنتاج.
4.   التعامل مع ملف الشهداء وأسر الشهداء من منطلق وطني وليس من منطلق دعائي قائم علي النفاق والمتاجرة بدم الشهداء وجثثهم والشهداء براء من هذا النفاق فقد استشهدوا من أجل مصر دولة حرة مستقلة وليس من أجل فصيل سياسي.
5.      احترام كل أحكام القضاء الذي جاء بك رئيساً وفي حالة رفض أي حكم قضائي فعليك أن تعلم أن شرعيتك سوف تكون على المحك وخاصة أن من أعطاك الصوت هم 25% من شعب مصر.
6.   عليك أن تحترم عقلية المثقف الثائر الذي يعلم أنكم آخر من شاركتهم في الثورة وأول من أنسحب من الميدان من أجل مصالحكم الشخصية وحصد ثمار الثورة التى نجحت بدم الشهداء ووفاء قواتنا المسلحة. وأعلم أن هناك 18 مليون ثائر في ميادين مصر أثناء ثورة يناير وأي فصيل أو ائتلاف يتحدث عنا فهو منافق وآفاق وعدم الدين والشرف والضمير.
7.      إياك والتصادم مع القوات المسلحة وقيادتها فحب الجيش وقياداته الشريفة تجري في دماء المصريين مجري الدم في العروق لأنها الضامن الوحيد لأمن الشعب والحارس الأمين للشرعية، وأرجو من أن تعيد الأمن بأقصي سرعة حتى تعود القوات المسلحة لخطوط المواجهة وحماية حدود الوطن وربوعه وأحذرك من تحديك للشرعية الدستورية فالمجلس العسكري إذا أراد أن يشير بإصبعه فسيخرج لميادين مصر 18 مليون ثائر هم الذين أنجحوا هذه الثورة وإياك الفصل بين القوات المسلحة وقيادتها فهذه هي الفتنة الكبري لأن المجلس العسكري هو جزء لا يتجزأ من جسد جيشنا المصري وهم الجزء المتبقي الذين خاضوا حرب دموية في أكتوبر 73 حاملين علي أيديهم أرواحهم فداءً لهذا الوطن وتحملوا منكم ومن السفهاء ما لا يطيقه بشر من أجل الحفاظ علي جسد هذه الأمة.
8.   إياك وفكرة التغلغل لمؤسسات الدولة من شرطة وقضاء وجيش وإحلال عناصر إخوانية للسيطرة علي هذه المؤسسات لأننا نراقب عن كثب كل تصرفاتكم بسبب الشلك والريبة من تاريخكم الغامض وعليك أن تعلم أن مصر لا مدنية ولا دينية ولكنها مصرية مصرية مصرية بما تعنيه هذه الكلمة من أننا وطن عروبي وإسلامي.
9.   وأخيراً عليك أن تعلم أنني استمعت لخطابك الكريم ووجدته عبارة عن كلمات بروتوكولية أتمنى أن تكون صادقاً فيها إلا أن أهم قرار إستراتيجي قمت سيادتكم بإتخاذه والإقرار به وسيكون له وقع إستراتيجي هام للدولة المصرية ألا وهو التحالف مع إيران للتوازن الإستراتيجي وهذا ما ناديت به دائماً وإن شاء الله سيتحقق علي يديك كل ما تصبو له أمتنا المصرية والعربية والإسلامية.
10.   الإسراع في وضع برنامج زمني ومصادر تمويل برامجكم الانتخابية لعودة عجلة الإنتاج للبلاد بوتيرة سريعة جداً والتصالح مع كل عناصر الاقتصاد الوطني.
11.   البدء فوراً بإطلاق مشروع قومي لتثقيف هذا الشعب فيما نسميه بثورة التنوير حتى يتعلم ثقافة الاختلاف واحترام رأي الأخر وما هو المعني الحقيقي للديمقراطية وقبول الآخر، والمعنى الحقيقي للعدل الذي يساوي بين كل أبناء هذا الشعب، دون التفرقة علي أساس ديني أو سياسي أو عرقي.
12.   تنازل أبنائك عن الجنسية الأمريكية فوراً حتى تكون قدوة للشاب في الانتماء للوطن: فليس من المعقول أن يكون أبناء رئيس مصر المحروسة أمريكان ولائهم وانتمائهم لأمريكا.
هذه هي الرسالة الأولي لسيادتكم وأقسم بالله العظيم أن حقت هذه الأهداف لشعبنا فنحن ورائد بروحنا ودمائنا. وإن اعوججت فسوف نقومك بكل ما نملك من قوة لأن أهداف ثورتنا هي حياة أو موت بالنسبة لنا، اللهم أني بلغت اللهم فأشهد.
 
 
                                                                     مهندس استشاري
                                                        فوزي خليفة شافعي
                                                          ائتلاف الثائر الحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق